يدور المقال حول ميدان من أهم الميادين في مصر ألا وهو ميدان التحرير، يُعد ميدان التحرير من أهم المصارع السياسية في مصر وأعظمها شهادة للثوارات السياسية، وسيتناول هذا المقال ما يأتي:
_تاريخ نشأته وفي أي عصر كان.
_أهميته.
_رمزيته
_معالمه
_مرتبته بين الميادين من حيث المساحة والأهمية.
_تطويره
_أهم الثوارات التي حدثت به.
_الشوارع التي تتفرع منه
أولًا تاريخ نشأته وفي أي عصر كان: ترجع نشأة ميدان التحرير إلى عام ثمانية مائة وخمسة وستين بعد الألف ميلاديًا ( 1865م).
وتم ذلك في عهد الخديو إسماعيل، وكان قبل ذلك يُسمى بميدان الإسماعيلية نسبة للخديو إسماعيل ثم تغير إلى ميدان التحرير في عام ألف وتسعة مائة وتسعة عشر ميلاديًا ( 1919م) وتم ترسيخ الاسم رسميًا في عام ألف وتسعة مائة واثنين وخمسين ميلاديًا(1952 م) وذلك عقب ثورة الثالث والعشرين من يوليو ( ثورة 23 يوليو).
وبعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات أُطلق عليه اسم ميدان أنور السادات وذلك عام ألف وتسعة مائة وواحد وثمانين ميلاديًا ( 1981م) وبعد ذلك استقر على اسمه الحالي ( ميدان التحرير).
ثانيًا أهميته: بالرغم من أن ميدان التحرير من أكبر الميادين إلا أنّه لا يُعد أكثرهم أهمية، فلم تبرز أهمية ميدان التحرير إلا في الثوارات الرئاسية والتجمهرات من الشعب ضد الحكم، كما أنّه مؤخرًا أصبح ذا أهمية عظمى وهو أنّه أصبح مزارًا سياحيًا، حيث تم تطويره بالتعاون مع وزارة السياحة والأثار، وأبرز ميدان التحرير واحدة مما تتميز به حضارة مصر العريقة بمناطقها السياحية.
ثالثًا رمزيته: يرمز ميدان التحرير إلى حرية الشعب وقوته وصموده أمام المحتجين الذين قاموا بثروات عديدة ضد أنظمة الحكم وغيرها ومن أهمها ثورة الخامس والعشرون من يناير (ثورة 25 يناير) التي انتهت بإسقاط حكم الرئيس محمد حسني مبارك، وغير ذلك من الثوارات منها: ثورة 1919 ومظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1935 وغير ذلك.
رابعًا معالمه: يوجد بالميدان العديد من المعالم ذات الأهمية العظمى في الجمهورية على الأطلاق حيث يوجد به:
_ إحدى أكبر محطات مترو القاهرة الكبرى وهي محطة السادات والتي تضم الخط الأول والثاني معًا.
_مقر جامعة الدول العربية.
_الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
_ والمتحف المصري.
_مجمع المصالح الحكومية المعروف باسمه المختصر مجمع التحرير وقام بتصميمه د. محمد كمال إسماعيل.
_مسجد عمر مكرم.
_كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية.
_ فندق النيل هيلتون.
_وجراج عمر مكرم المكون من أربع طوابق ويعلوه ( سطحه) حديقة عامة يتوسطه تمثال عمر مكرم.
وغير ذلك من المعالم الكثيرة التي يحتويها هذا الميدان.
خامسًا مرتبته بين الميادين من حيث المساحة والأهمية:
1_ المساحة: يُعد ميدان التحرير من أكبر ميادين القاهرة ولا يسبقه ميدان فهو متصدر في المرتبة الأولى وأكبر ميدان في القاهرة على الأطلاق.
2 _ الأهمية: يحتل ميدان التحرير المركز الثالث أهمية حيث يسبقه ميدان رمسيس الذي أنشا في عهد محمد علي وتبرز أهميته في أنه يوجد به محطة مصر وأكثر موقف اتساعًا وتفرع المواصلات منه، وميدان العتبة الذي أنشأ في عهد ولده إسماعيل وتتركز أهميته في أنه المركز التجاري الأول في العاصمة المصرية.
سادسًا تطويره: حدثت عدة تطويرات في ميدان التحرير أضفت عليه أهمية سياحية مميزة ورونقًا هائلًا علاوة على رونقه وانتهت في العام الخامس عشر بعد الألفين ( 2015م) وذلك بإعادة رصف الطرق وزرع الأشجار.
سابعًا أهم الثوارات التي شهدها: ويجدر بالذكر أيضًا أنّ هذا الميدان شهد العديد من دماء الشهداء والمعارك وجل ما حدث به التجمهرات لخلع الرئيس محمد حسني مبارك وقد حدث ذلك بالفعل، ومن أشهر الثوارت التي شهدها هذا الميدان هي ثورة الخامس والعشرون من يناير وذلك في العام الحادي عشر بعد الألفين(25 يناير 2011) حيث أثناء الثورة واحتجاج الثوار في الميدان شهد الميدان يومًا قاصف للثوار بتاريخ الثاني من فبراير في العام الحادي عشر بعد الألفين( 2 فبراير 2011) حيث كان هناك هجومٌ على الثوار بالبغال والجمال والخيول؛ وذلك لإرغام المحتجين على إخلاء الميدان وكانت هذه الواقعة أشبه بمعارك العصور الوسطى وأستعين فيها بمجرمين خطيرين تم إخراجهم من السجن للقضاء على المتظاهرين ويُطلق عليهم لقب ( البلطجية) وقاموا بقصف الثوار، وتم القبض على البعض ومحاكماتهم ولكن في النهاية حُكم ببرائتهم وتم إسقاط نظام حكم مبارك بعد صراعات عدة في أرض الميدان، وقاموا بعد ذلك بالتجمهر لإسقاط وزارة أحمد شفيق وقد تم ذلك بالفعل.
كما حدثت به أيضًا ثورة الخبز وذلك في عام ألف وتسعة مائة وسبعة وسبعين ميلاديًا ( 1977م) حيث أحتج الناس وذلك لمواجهة غلاء الأسعار في مصر، وكانت معظم المدن معارضة لقرار رفع الأسعار للمواد الأساسية وبناءً على ذلك تجمهر عدد كبير من الشعب في ميدان التحرير لمواجهة هذا الحكم وأحدثوا فوضى عارمة حتى أنه أطلق الرئيس محمد أنور السادات على هذه الثورة اسم ( ثورة الحرامية) وحدث بعد ذلك بلبلة كثيرة من الإعلام والسياسيون وغيرهم وتم إخماد الثورة بعد مظاهرات عديدة شهدها الميدان.
ثامنًا الشوارع التي تتفرع منه: يعد ميدان التحرير من أكثر الميادين التي أنشأت على دقة عالية من التخطيط الجيد وإن كان عدد الميادين التي أنشأت بشكلٍ جيد قليل فهو يعد واحدًا منها حيث صمم تصميم فريد إذ يتفرع منه شكل شعاع وعدد ليس بالقليل من أهم شوارع وميادين العاصمة المصرية ومنها:
_شارع محمد محمود البسيوني.
_شارع طلعت حرب.
_شارع التحرير.
_شارع الفلكي.
_شارع القصر العيني والذي يضم مقر لتسع وزارات مصرية ويضم أيضًا مجلسي الشورى والشعب.
_ميدان طلعت حرب.
_ميدان عبد المنعم رياض.
_ميدان محمد فريد.
_شارع شامبليون.
_شارع قصر النيل.
_وأخيرًا وليس أخرًا وما يجب ذكره شارع البستان، الذي يوجد فيه أهم مركز من مراكز التسوق في وسط القاهرة علاوة على ذلك العديد من البنوك ومؤسسات الدولة على سبيل المثال " وكالة أنباء الشرق الأوسط التي تقع في تفرع شارع هدى شعراوي المتفرع من شارع البستان."
وفي نهاية المطاف فإن ميدان التحرير من أهم الميادين في مصر وأكثرها شهادة للثوارات والمظاهرات وصمود الأبطال والشجعان، ومن أقدم الميادين التي أنشأت وما زالت باقية برونقها رُغمًا عن التطويرات التي حدثت به وجل ما يُذكر بأنه أكبر ميدان أُسس في القاهرة ومن أقدمها أيضًا، حيث أُسس منذ حوالي مئة وسبعة وخمسين عامًا(157 عام)، والجدير بالذكر أنّ هذا الميدان تم تأسيسه على غرار ميدان شارل ديجول الفرنسي الذي يحمل قوس النصر، حيث كان الخديو إسماعيل يريد أن يحازي الدول الأوروبية وأراد أن يجعل من مصر دولة محاكية للدول الأوروبية، أصبح الميدان من أهم الميادين في عصرنا الحالي ويطوف إليه الزوار من المصريين والأجانب وإن كان حدث ذلك بعد تطويره وجعله مميزًا عمّا كان من قبل، ميدان التحرير له مكانة عالية على مر العصور ورحيل رؤساء ويحل محلهم آخرين وما زال يشهد ميدان التحرير على كل هذه الثوارات التي نمجدها ونحتفل بذكراها حتى الآن، يُعد ميدان التحرير ميدانًا أثريًا ومن أعظم ما يُمكن أن يُحكى عنه في التاريخ المصري، وكثرة زواره تحكي تاريخه، فكل ما يُكتب غير كافٍ للتحدث عن عظم هذا الميدان.
تعليقات
إرسال تعليق