-سعيد عبد المنعم
بدأ كلمنا بصلاة على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، موضوعى سيتكلم عن أشهر الأماكن سياحية والأثرية التى توجد فى إيطاليا وهو الكولوسيوم، فهى بنا نبدأ
* ما هو الكولوسيوم؟
الكولوسيوم وهو مدرج رومانى ضخم؛ يعتبر واحدًا من أعظم المعمارية والهندسية الرومانية ، يقع فى روما عاصمة إيطاليا، وتم بناء المدرج فى عهد الإمبوراطورية الرومانية تحت حكم فلافيو فسبازيان فى القرن الأول الميلادى بين عام ٧٢ بعد الميلاد، وتم الإنتهاء من المدرج فى عهد تيتوس فى عام ٨٠ بعد الميلاد، وأضف للمدرج بعض تعديلات فى عهد دوميتيان، وتم بناء المدرج الأكبر في العالم من الخرسانة والحجارة، وتم طبعت صورة الكولوسيوم على العملة الإيطالية
*وصف المبني:-
يقف مبنى الكولوسيوم على منصة مرتفعة فوق المنطقة المحيطة به والمكونة من الحجر الجيري، أساس المبنى مكون من عدد كبير من حجر الطف، سمكه ١٣ مترًا،٠ويصف في خارج البناء سور من الطوب، تتكون دعائم الهيكل من كتل أعمدة من الحجر الجيري، متصلة بواسطة قضبان معدنية، محيط المبنى على شكل دائرة تصل إلى ٥٢ م، ويبلغ طوله ٥٢٧م وارتفاعه ٥٠م، واستعمل فيه الحجر الجيري، سأتكلم عن كل شئ بتفصيل لاحقًا.
وهو مبنى مؤلف من أربعة طوابق: يحمل الطابق الأول أعمدة من النوع الدوري، أبسط وأقدم نوع من الأعمدة في الهندسة المعمارية الإغريقية، ويليه طابق تحمله أعمدة أو دبابيس من النوع الأيوني؛ نسبة إلى مدينة أيونيا اليونانية، ثم يليه الطابق الثالث الذي تحمله أعمدة من النوع الكورنثي؛ نسبة إلى مدينة كورنث التي اشتهرت قديمًا بالترف وتزدان تيجان أعمدته بزخارف تشبه أوراق الأشجار.
وله ثمانون مدخلًا على غرار ملاعب المدن الرياضية الحديثة، أما الجزء الداخلي فيتكون من ثلاثة أقسام: وهم المسرح المدور، مكان التنافس، والمنصة العالية ومقاعد المشاهدين، والتي تنقسم حسب طبقاتهم من الإشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعب.
وتأتى أهمية هذا المكان في مساعدة الملوك مع مرور الوقت في السيطرة على شعبهم بتوفيرهم الخبز للمأكل والرياضة للتسلية.
الوصف الخارجى للكولوسيوم "الهيكل":-
الكولوسيوم هو بنية قائمة بذاتها كليًا، ويستمد تصميمه الخارجي وهندسته المعمارية الداخلية من اثنين من المسارح الرومانية القديمة، وهو مبنى بيضاوي ضخم، يبلغ طوله ١٨٩ مترًا أي يساوي ٦١٥ قدم، وعرضه ١٥٦ متر، وارتفاعه ٥٧ متر، ومحيطه ٥٢٤مترًا، مع مساحة قاعدتها ٦ فدان أي يساوي ٢٤٠٠٠ م²، ويبلغ ارتفاع الجدار الخارجي ٨٤مترًا، ومحيطه ٥٤٥ مترًا. أما ساحته المركزية فهي بيضاوية الشكل، بطول ٨٧ مترًا أي يساوي ٢٨٧ قدم، وعرض ٥٥ مترًا أي يساوي ١٨٠قدم، وهي محاطة بسور خارجي يبلغ ارتفاعه ٥ أمتار.
للمبنى ثمانون مدخلًا على غرار ملاعب المدن الرياضية الحديثة، حيث يحتوي على العديد من التصاميم المبتكرة والحلول الفعالة للمشاكل الراهنة، ذات اللون الفوسفور الوردي.
وتتطلب الجدار الخارجي بشكل تقديري لأكثر من ١٠٠ ألف متر مكعب من حجارة ترسبات الترافرتين الجيرية،و تم ربطها فيما بينها بواسطة ٣٠٠ طن من المشابك الحديدية، ولكن مع مرور الزمان لحقت بها أضرار جسيمة، فقد انهارت أجزاء كبيرة منه جراء الزلازل المتعاقبة، فالجانب الشمالي من السور الخارجي ما زال قائمًا؛ حيث أن أوتاد الطوب الثلاثي المميزة الموجودة بنهاية كل صف ما هي إلا إضافات حديثة، تم بناء أوتاد الطوب الثلاثي المميزة في أوائل القرن التاسع عشر لدعم الجدار، أما الجزء الخارجي المتبقي إلى اليوم من الكولوسيوم هو في الواقع الجدار الداخلي الأصلى.
أما الجزء المتبقي من المبنى من واجهة الجدار الخارجي فإنه يضم ثلاثة طوابق من الأروقة المعمدة، وتعلوهم المنصة، التي تقف على العلية.
وتم تأطير (معناها كل شئ يحيط من الخارج) هذه الطوابق بأنصاف الأعمدة من النظام التوسكاني والأيوني والكورنثي، فيما وتزدان تيجان أعمدته بزخارف تشبه أوراق الأشجار من النظام الكورنثي.
مع تأطير أقواس كل من الأروقة المعمدة في الطابقين الثاني والثالث بالتماثيل، وربما كان ذلك بمثابة نوعًا من التكريم الألهي والشخصيات الأخرى من الأساطير اليونانية الرومانية.
فيما يشكل الطابق الرابع الجدار الصلب، مدعومًا بأروقة معمدة تقوم عليها الأقواس.
وتم فتح أربعين نافذة مربعة صغيرة في أجزاء عدة من الجدار الفاصل، حيث كانت واحدة بين كل لوحين حجريين، مع وضع ثلاثة رفوف بارزة فوق مستوى النوافذ لكل جزء من الذين تم تكوينهم من الأقطاب الخشبية التي كانت تستخدم في الفتح والغلق، مع قيام بحارة الأسطول بنصب الخيام التي كانت تقي المتفرجين أشعة الشمس القوية.
*وصف الداخلي للكولوسيوم:-
-نظام الدخول والخروج:
كان لكل مسرح روماني بابان رئيسيان يدخل من أحدهما المتصارعون، ومن الآخر كان يتم الالتقاء بجثث من يسقط منهم وبجثث الحيوانات الضارية المشاركة في العرض.
وقد أبدع المهندسون الرومان في تشيد الكولوسيوم بسعة لم يعهدها التاريخ من قبل، كان حيث يسع المسرح المدرج البيضاوي الشكل لما بين ٥٠ ألف إلى ٨٠ألف متفرج، وكان يُسمح لهم بالدخول والخروج في سرعة ونظام فائق عبر الأقواس الثمانين الموجودة في الطابق الأرضي، والذي كان يؤدي كل منها إلى درج يتصل بسلسلة من الممرات التي تقسم المدرجات وتؤدي إلى كل منها، ومن ثم إلى المقعد المحدد.
وبإستثناء الأقواس الأربعة الرئيسية المتعامدة، كانت بقية البوابات الثمانين المؤدية إلى المدرجات تسمح بجلوس خمسين ألف متفرجًا أو أكثر في المدرجات المرقمة بأرقام رومانية، حيث يحمل كل متفرج رقم المدرج الخاص به.
ويرجح أن الإمبراطور كان يستخدم البوابة الشمالية المواجهة للمقصورة الملكية لما يتميز بها مدخلها من رونق، بينما كان يستخدم القوم الأبواب الثلاثة الأخرى. ولم يكن مسموحًا للمتفرجين بالخروج عن النظام الصارم في الحركة ما بين المدرجات التي كانت تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية، ولكل منها مكانه المخصص. ولم يكن سعر بطاقة الدخول هو الفيصل في تحديد مقعد كل متفرج، بل كانت مكانته الاجتماعية هي التي تحدد في أي الأقسام يجلس حيث كان الدخول مجانيًا.
-المقاعد:
تم ترتيب المدرجات بشكل هرمي بما يتوافق مع الهرم الاجتماعي لسكان روما؛ في المقدمة الأمامية للمدرج وبالقرب من الساحة الرملية كانت هناك منصة يتم حجزها بإسم الإمبراطور وأعضاء مجلس الشيوخ، حيث أن الرومان كانوا قد حفروا أسمائهم على المقاعد المخصصة لهم.
أما الأقسام الأخرى الحجرية من الطوابق الثاني والثالث والرابع فكانت موزعة من الأسفل نحو الحلبة إلى أعلى حسب الترتيب الطبقي الاجتماعي؛ حيث كان يجلس في الطابق الثاني طبقة الأشراف والفرسان، وكانوا يجلسون على تسع مصاطب من الطبقات الرخامية، أما الطابق الثالث والرابع فكان يجلس المواطنون العاديون من بقية أفراد الشعب، وكانوا متكتلين فوق بعضهم البعض في حوالي ٢٠ أو ٣٠ مصطبة.
وكان هذا هو الحجم الأصلي للمدرج في عهد الإمبراطور فسبازيان، إلا أن ابن الإمبراطور تيتوس عمل على إكمال المدرج وقام ببناء طابق خامس من القواعد الخشبية، وسُمح وقتها للنساء اللاتي سمح لهن الإمبراطور أغسطس بالدخول إلى المسرح، حيث بُنيت خصيصًا للطبقات الفقر في المجتمع الروماني، وكان الكولوسيوم بمثابة عالم مصغر من الترتيب الهرمي لطبقات المجتمع الروماني في ذلك الوقت.
الساحة:-
طول الساحة الرملية ٨٣ مترًا أي ٢٨٠ قدمًا وعرضها ٤٨ مترًا أي ١٦٣ قدمًا، وهي أرضية خشبية تغشاها الرمال، ولم يتبق من الساحة الأصلية إلا القليل، إلا أنه لا يزال واضحًا المعالم في الوقت نفسه.
كانت تتألف من شبكة ذات مستويين تحت سطح الأرض من الأنفاق والأقفاص حيث كان يتم تجهيز المصارعين والحيوانات قبل بدء المسابقات.
وكان بها ثمانين مهوى عمودي يمكّنا الوصول الفوري إلى أقفاص الحيوانات المخبأة تحت الأرض من الساحة؛ إضافة إلى منصات الوقوف الكبيرة، والتي تسهل دخول الفيلة وما شابها في الحجم، وقد أُعيد هيكلتها في مناسبات عدة، قد تصل إلى اثني عشر مرحلة على أقل تقدير.
تم توصيل المنطقة تحت الأرض أسفل الساحة عبر شبكة من الأنفاق تحت الأرض إلى عدد من النقاط خارج الكولوسيوم.
وكان يتم جلب الحيوانات وفناني الأداء عبر الأنفاق القريبة من الإسطبلات، فيما كان يتم الإتيان بالمصارعين من ثكناتهم فى لودس ماغنوس وهى مدرسة للمصارعين في روما القديمة تقع إلى الشرق على بعد أمتار قليلة من الكولوسيوم عبر الأنفاق.
فيما كان يتم تخصص بعض الأنفاق المنفصلة التي تسمح بدخول وخروج الإمبراطور وحاشيته دون الحاجة إلى المرور بين الحشود.
وكان هناك كميات كبيرة من الآلات، حيث وُجدت آلات الرفع والبكرات والدعائم، التي كانت ترفع الحيوانات في أقفاصهم إلى السطح لتطلقهم في الساحة لبدء المسابقات والقتال.
إضافة إلى وجود الأدلة التي تؤكد وجود رافعات هيدروليكية كبيرة، ووفقًا لحسابات قديمة، كان من الممكن إغراق الساحة الرملية بسرعة، ويفترض وجود هذا الاتصال عبر قنطرة قريبة منه.
لماذا تم بناء الكولوسيوم؟
تم بناء الكولوسيوم بالقرب من التمثال البرونزي للإمبراطور نيرون الذي أحرق روما، وكان ذلك الأمر بمثابة تعويض لأهلها عن الظلم الذي لحق بهم بعد مصادرة أراضيهم من قبل نيرون.
واستخدم في تقديم عروض قتال المصارعين والمسابقات الجماهيرية وصيد الحيوانات والمعارك بين السجناء والحيوانات،وإعدام السجناء، والمعارك البحرية الصورية، وإعادة تمثيل المعارك الشهيرة، والأعمال الدرامية التي كانت يعتمد على الأساطير الكلاسيكية.
لماذا سمى الكولوسيوم بهذا الإسم؟
سمى الكولوسيوم بهذا الاسم نسبة إلى تمثال نيرون البرونزي الضخم الذي كان يقف منتصبًا بجانبه في شكل إله الشمس وبارتفاع ٣٨ مترًا، بعد أن جره ١٢ فيلًا لإقامته في ذلك الموقع وقد قام خلفاء نيرون بتشكيل التمثال في وقت لاحق بمحاكاة نظيريه لكل من هلیوس وأبولو، وذلك بإضافة تاج الشمس المناسبة له، وقد تم استبدال رأس نيرون مرارًا بخلفائه من الأباطرة.
كان الاسم اللاتيني الأصلي للكولوسيوم هو المدرج الفلافي وتم بناءه من قبل أباطرة السلالة الفلافية الذين خلفوا نيرون.
مسميات أخرى للكوليسوم؟
يسمي بالمدرج الفلافي تكريمًا لسلالة الأباطرة الفلافية التي أنشئت هذا المدرج وهم: فلافيو فسبازيانو تيتوس ودوميتيان.
*الكولوسيوم اليوم:-
يعد المزار السياحي الأكثر استقطابًا للسائحين الأجانب.، وتتراوح تذكرة الدخول للفرد ما بين ١٠ و٥٠ يورو، إلا أن الدخول مجانًا للافراد أقل من ١٨عامًا وأكبر من ٦٥ عامًا من مواطني الاتحاد الأوروبي.
وفي صيف عام ٢٠١٠، اُفتتحت شبكة من الممرات تحت الأرض والتي كانت تستخدم لنقل الحيوانات البرية والمصارعين إلى داخل الحلبة بعد إجراء بعض الترميمات عليها.
حقًا إنه مَعلَم رائع يدل على الفكر الهندسي الذي وصل إلى أذهان الرومان، وفى نهاية أتمني أن ينال مقالى إعجابكم.... وشكرًا
تعليقات
إرسال تعليق