محمية وادي الجمال.
محمية وادي الجمال، تتميز بان لها ملامح طبيعية ذات قيمة جمالية رائعة ومناظر طبيعية ساحرة وهي محمية صحاري تقع في جنوب محافظة البحر الأحمر في مصر، تبلغ مساحتها الاجمالية 7450 كم². وتضم قطاعاً من ساحل البحر طوله 60 كم، وعرضه 60 كم، منها 50 كم في جبال الصحراء الشرقية، والعشرة كيلومترات الباقية في البحر الأحمر.
يميز محمية وادي الجمال عن غيرها من المحميات انها تضم عدة مجموعات من الثروات البحرية والجبلية. كما تتميز شواطئها الرملية بكثرة وجود السلاحف البحرية عليها.
تعتبر منطقة دلتا هي من اولي مناطق الزيارة في محمية وادي الجمال حيث توجد بها أنواع نادرة من الأشجار والنخيل وبحيرات تمتزج فيها المياه المالحة بالعزبة. وتجذب الأنظار فيها فجوات حفرتها السلاحف البحرية بالرمال تاركة البيض فيها. مساحات شاسعة في أغوار الطبيعة الساحرة والنباتات النادرة مثل أشجار المانجروف التي تنمو في مياه البحر، وتبني فيها الطيور المهاجرة عششها.
كما تحتوي المحمية على عدة عناصر أهمها: (حوض وادي الجمال) وهو احد اكبر واغني اودية الصحراء الشرقية بالكائنات الحية.( جبل حماطه ) وهو اعلي جبال الصحراء الشرقية ويضم تنوعا احيائيا كبيرا.
سبب تسمية المحمية بهذا الاسم/
سُمي "وادي الجِمال" بهذا الإسم نسبة إلي نباتات تعشق الجمال طعمها، فنراها تتسلل من أصحابها وتذهب لتأكل منها، حتى أن أفراد قبائل البشارية والعبابدة اعتادوا أن يذهبوا إلى وادي الجمال للبحث عن جمالهم الشاردة، وهذا ما جعلهم يطلقون عليه "وادي الجمال التائهة" أو "الجمال الغريبة"، لأنهم كانوا يعثرون على جمال لا يعرفون أصحابها، ولهذا اضطر أصحاب الجمال أن يضعوا على كل جمل عنوانه وعلامة خاصة به للتعرف عليه بسهولة وسط قطعان الجمال الموجودة في الوادي.
ولأن العرب اعتبرا الجمال بمثابة رمزا للثراء والغنى، بل وتعتبرها فخرا لا نظير له، فقد أطلقوا على الوادي أيضا إسم "وادي المال"، سكانها الأصليون سكنوها منذ آلاف السنين، وكان البشارية والعبابدة، أول من حظى بها، فشكلوا بتواجدهم في هذه المنطقة خط الدفاع الأول لحماية الباب الشرقي لمصر من أي هجوم، منذ أمد بعيد
في مداخل الوادي بني البدو بعض الأكواخ من الحديد والخشب والبلاستيك، ولا يزال العديد منهم يعملون في رعي الماعز، بينما يعمل البعض في بيع المنتجات اليدوية من الخرز والجلد للسائحين والمصريين الذين يزورون الوادي، أو يعملون كمرشدين سياحيين لمحبي التخييم ورحلات اهي للاستمتاع بحياة الصحراء وحياة البدو
الطريق إلى المحمية تحوم حولك بعض الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، وبمجرد أن تصل إلى المحمية تستقبلك مجموعات من هذه القبائل بحفاوة وكرم بالغين، فيقدمون قهوتهم الشهيرة، ويناولون معك الجبن وعيش الباجوري المخبوز في الرمال.
يوجد بالوادي أكثر الشواطئ التي تتكاثر بها الأسماك والحيوانات البحرية النادرة من بينها الدلافين، والدرافيل، وأسماك القرش بأنواعها، والطيور والسلاحف البحرية التي توجد بكثافة في المحمية البحرية، إضافة إلى وجود عروس البحر النادرة، التي يأتي إليها السياح من مختلف بلاد العالم لمشاهدتها أثناء رحلات الغطس، ويطلق عليها أحيانا بقر البحر.
ا) مظاهر الحياة البرية في المحمية.
تتنوع الحياة البرية في محمية وادي الجمال فستجد فيها مجموعة كبيرة من الحيوانات والنباتات، ومنها:
1/ أشجار الأكاسيا:
توجد أشجار أكاسيا في أعلى الوادي على امتداد حواف قاع الوادي، وقد تكيفت هذه الأشجار على العيش في البيئة الصحراوية فتمتد جذورها للأسفل لتصل إلى المياه الجوفية.
2/ الغزلان:
يمكن العثور على غزال ( دوركاس ) في المناطق الجنوبية في صحراء مصر، وتتميز منطقة وادي الجمال باحتوائها على هذا النوع من الغزلان، وتكيفت الغزلان على العيش في البيئة الصحراوية وتحمل الحرارة العالية وقلة المياه وتتميز بقدرتها على امتصاص الرطوبة من النباتات التي تتناولها.
3/ سلحفاة البحر الأخضر:
تعيش هذه السلحفاة في المياه الساحلية وعلى شواطئ البر الرئيسي في محمية وادي الجمال وتُعرف هذه السلاحف بأنها تأكل الأعشاب وتعيش حتى مئة عام وقد يصل وزنها إلى 140 كجم.
4/ أشجار المانجروف:
تنمو أشجار المانغروف في مناطق عديدة على الساحل وتشكل نظامًا بيئيًا فريدًا للبحر الأحمر، وتتميز غابات المانغروف بأنها ترشح مياه البحر وتطرد الأملاح من خلال أوراقها، وتعد ملجئًا للعديد من أنواع الطيور والأسماك، أما جذورها فهي موطن للعديد من الحيوانات اللافقارية، وتساهم هذه الأشجار بتثبيت التربة ومنع الساحل من الانجراف والتآكل.
5/ الشجيرات:
ستجد في الوادي عدّة أنواع من الشجيرات التي تشكل بجذورها كثبانًا ساحلية صغيرة، بالإضافة إلى قصب المستنقعات وأشجار النخيل.
بالإضافة إلى الحياة البرية يوجد في وادي الجمال حياة بحرية متنوعة مثل الشعاب المرجانية الموجودة على الجانب الشمالي من الشاطئ، بالإضافة إلى الأسماك مثل سمك الأنثياس الأحمر، وأسماك الفراشة، وسمك الببغاء، وسمك الدامسيلش.
ب) الأنشطة السياحية بها.
1/يمكن الاستمتاع بشواطئ المحمية التي تتميز برمالها الناعمة المتداخلة مع مياه البحر.
كما يوجد هناك خليج (حنكوراب) على بعد عشرين كيلو متر جنوب المناطق الرئيسية في المنطقة.
2/ كما أيضا يمكن الاستمتاع بممارسة رياضة ركوب الأمواج , فهناك شاطئ مخصص لممارسة هذه الرياضة في قرية كايت فيليدج ويعتبر هذا الشاطئ مركز مخصص لممارسة ركوب الأمواج.
كما تنتشر أشجار القرم على طول الشاطئ.
3/ ممارسة رياضة الغطس فيوجد في الوادي حوالي 30 موقع غطس.
4/ الذهاب الي جزيرة الطيور والاستمتاع بمشاهدة أنواع الطيور التي استوطنتها.
5/كما يمكن أيضا الاستمتاع بمشاهدة الشعاب البحرية الموجودة في مياه هذه المحمية مثل: شعاب ساتايا الشهيرة التي يطلق عليها بيت الدلافين حيث انها تعيش هناك في وسط بحيرة كبيرة تحميها من الأمواج والتيارات.
تتميز المحمية بوجود تكوينات جيولوجية مليئة بالمعادن النفيسة مثل: الزمرد وأحجار الزينة والفلسبار والرصاص والمنجنيز، ويعيش بالمحمية سكان من قبائل العبابدة والبشارية التي ترجع أصولهم إلي أقدم الشعوب التي عاشت بين البحر الأحمر والنيل، وتتركز أنشطتهم في الرعي واستغلال الأنواع النباتية في الغذاء والتجارة، حيث يمكنك العثور على أقدم منجم للزمرد في العالم الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل العصر الروماني، ويوجد في الوادي أيضًا العديد من رواسب الرصاص والذهب، وفيه منجمًا للذهب وهو المنجم الأكثر إنتاجية في مصر ويقع على بعد 23 كم غرب مدينة مرسى علم، وتعد مونس سماراجدوس أو جبل الزمرد من أشهر مستوطنات تعدين الزمرد القديمة.
يبدأ موسم التخييم في محمية وادي الجمال في بداية شهر ديسمبر من كل عام، حيث يسود طقس دافئ نهارًا وسط جبال البحر الأحمر، وباردًا ليلاً، حيث يقام معسكر التخييم وتنظيم برنامج سياحي بري وبحري، لزيارة المعالم السياحية الطبيعية في محمية وادي الجمال.
تعليقات
إرسال تعليق