السياحة في مصر
منح الله مصر سمات طبيعية مميزة، جعلت مصر مقصدًا سياحيًا على مر العصور، فاشتهرت بجمال مدنها، ومياهها المعدنية والكبريتية، وجوها المعتدل، ورمالها التي تعالج العديد من الأمراض، وشواطئها الطبيعية الخلابة الخالية من الملوثات، والمعالم الأثرية المنتشرة بها، التي يفد إليها السياح من جميع أنحاء العالم؛ ولذلك وُضعت مصر على خريطة السياحة العالمية.
- *أنواع السياحة في مصر*
السياحة الترفيهية
تقع في المرتبة الأولى في الأهمية والفائدة التي تعيدها على مصر؛ لأنها تجذب أعداد هائلة من السائحين من جميع أنحاء العالم؛ حيث يأتي السائحون من أجل شواطئها التي تمتلكها على البحرين الأحمر والأبيض المتميزة بطول أكثر من3000كم، والتي يأتي إليها السائحون لقضاء عطلتهم فيما يعرف بـ"سياحة الشواطئ"، وهناك العديد من المناطق السياحية منها: شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا بمحافظة جنوب سيناء والغردقة وسفاجا ومرسى علم بمحافظة البحر الأحمر ومدينة العين السخنة بمحافظة السويس، تشتهر تلك المناطق بصفاء مياهها وكثرة الشعاب المرجانية الملونة والأسماك الغريبة والنادرة، وكثرة الرياضات البحرية في تلك المناطق مثل الغوص، وإقامة المعسكرات والمخيمات بين الجبال والشواطئ، وتشتهر بهذه المناطق المنتجعات السياحية التي تعمل طوال العام، كما من أبرز المدن مدينة العلمين بمنطقة الساحل الشمالي الذي يطل على البحر المتوسط؛ لما تمتاز به من تعدد القرى السياحية الممتدة على طول الساحل، والسياحة النيلية أيضً تجذب عدد كبير من السائحين وتجذب اهتمامهم؛ حيث أن هناك متعة في قضاء الليل بالبواخر في النيل والمرور على كافة مدن الصعيد المطلة على النهر، وكل مدينة لها مرسى خاص لرؤسة معالمها الهامة.
السياحة الثقافية
تعد أيضًا من أهم عوامل الجذب السياحي؛ لأنها تمثل أقدم أنواع السياحة ولما يتوفر في مصر من آثار عديدة مختلفة الأزمنة، جعلت بعض المدن وكأنها متاحف مفتوحة، وساهمت في إنشاء متاحف مصرية ذات مكانة عالمية، وأصبحت الرحلات إلى مصر تأتي دون انقطاع، وجذبت انتباه الكتُّاب والمؤلفين وكانت مصدر إلهام العديد من الناس، ومن أهم المناطق السياحية الثقافية والأثرية في مصر أهرام الجيزة وأبو الهول ومنطقة سقارة ومنطقة دهشور بالجيزة، والمسرح الروماني والحمامات الرومانية ومعبديّ الرأس السوداء والقيصرون وعمود السواري وقلعة قايتباي بالإسكندرية، أما مدينة الأقصر فهي تعد متحف مفتوح بما تضمه من ثلث آثار العالم، وأشهرها معبد الكرنك ومعبد الأقصر ووادي الملوك ووادي الملكات ودير المدينة، أما أسوان يأتي لها السياح خاصة في الشتاء لدفء جوها، إلى جانب ذلك فهي تضم أماكن تاريخية أثرية مثل معابد أبو سمبل وجزيرة فيلة وجزيرة النباتات، ويضم صعيد مصر بشكل عام عدداً من المعالم التاريخية مثل معبد دندرة بقنا ومنطقة ميديون ببني سويف وتل العمارنة بالمنيا وهرميّ اللاهون والهوارة وقصر قارون بالفيوم. أما الوجه البحري فيضم معبد وادجيت وتل الفراعين بدسوق ومدينة فوه ومنطقة صا الحجر الأثرية ببسيون وأديرة وادي النطرون، وفي سيناء مناطق مثل جبل موسى ودير سانت كاترين، وفي الصحراء الغربية مناطق متفرقة مثل معابد هيبس والقويطة والريان بالخارجة، ومقابر موط والمذوقة وقرية بلاط وقرية القصر بالداخلة، كذلك مدينة باريس وقصر الفرافرة والواحات البحرية، تنتشر المتاحف في جميع أنحاء مصر ما بين متاحف قومية وفنية وإقليمية، وكل متحف في الغالب يخص عصر أو زمن معين مثل المتحف المصري ومتحف الفن الإسلامي ومتحف الفن المصري الحديث وقصر الجوهرة وقصر المنيل والمتحف اليوناني الروماني ومتحف النوبة ومتحف الفنون الجميلة والمتحف القبطي والمتحف الزراعي والمتحف الحربي ومتحف العلمين العسكري والمتحف الغارق، بالإضافة إلى المتاحف الضخمة التي ما زالت تحت الإنشاء مثل المتحف المصري الكبير بصحراء الأهرام ومتحف الحضارة بالفسطاط، واللذان يمثلان إضافة وأهمية كبيرة لتاريخ مصر الثقافي وتراثها بما سيضمانه من أعداد كبيرة من القطع الأثرية وأساليب العرض المتحفي.
السياحة العلاجية
يتعدد وجود الينابيع والعيون الحارة التي تحتوي على المياه المعدنية والكبريتية في مصر، المختلفة في العمق والمساحة والسعة ودرجة الحرارة، كما أن تحتوي مياهها على العديد من الأملاح المعدنية وبعض المعادن ذات قيمة علاجية كبيرة مثل كربونات الصوديوم والماغنسيوم والحديد اللذي أُثبت ملائمتها للأغراض الاستشفائية، وذلك بما تتمتع به المناطق الاستشفائية من مناخ جاف واعتدال درجة الحرارة والرطوبة وما تحويه من رمال وطمي صالح للاستشفاء من عدة أمراض، كالأمراض الروماتيزمية والجلدية وأمراض العظام والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وانتشار الأعشاب والنباتات الطبية على أرضها والتي يستخرج منها العقاقير والزيوت النباتية والعطرية. وتتعدد المناطق التي تتمتع بميزة السياحة العلاجية في مصر مثل: حلوان وعين الصيرة والعين السخنة والغردقة والفيوم وواحات الصحراء الغربية ووادي النطرون وأسوان وسفاجا وسيناء.
السياحة البيئية
تحتوي مصر على عدة أماكن بيئية نادرة تجذب الزائرين للتعرف على محتوياتها ومكوناتها الطبيعية والبرية، وتخضع المحميات الطبيعية في مصر لإشراف وزارة البيئية، وتكون الزيارة إليها في جولات مصحوبة بمرشدين باستخدام وسائل مواصلات توفيهية أو ركوب القوارب أو المشي على حسب المنطقة، ومن أشهر هذه المحميات محمية رأس محمد ومحمية نبق بشرم الشيخ، محمية سانت كاترين، محمية جبل علبة بحلايب، محمية طابا التي تحتضن الوادي الملون، محمية العميد بمطروح، محمية أبو جالوم بدهب، محمية بحيرة قارون ومحمية وادي الريان بالفيوم والتي يقع بها وادي الحيتان وهو أحد مواقع التراث العالمي في مصر، ويضم أول متحف من نوعه في الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ، واستراحات للزائرين، كما تعد متاحف الأحياء المائية من معالم المدن الساحلية مثل متحف الأحياء المائية بالإسكندرية.
السياحة الرياضية
تعد السياحة الرياضية هي إحدى أهم وسائل الترويج والجذب السياحي، وتمتلك مصر بنية تحتية ومركز مهم في عدة رياضات منها كرة القدم، كرة اليد، الكرة الطائرة، الاسكواش، الفروسية، الجولف، الرياضات البحرية والصيد، البولينج، والتي جعلتها مؤهلة لاستضافة عدة بطولات دولية وقارية، جذبت العديد من الزائرين من دول مختلفة لحضور فعاليتها والاستمتاع بمشاهدتها هي وفرقها، فاستضافت مصر كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم أعوام 1959، 1974، 1986، 2006، واستضافت بطولة أفريقيا لكرة اليد للرجال لخمس مرات كان آخرها عام 2016، فيما فازت في نوفمبر 2015 بحق استضافة بطولة العالم لكرة اليد للرجال عام 2021، ونالت حق تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا للكرة الطائرة للرجال عام 2015، واسند إليها تنظيم بطولة العالم للكرة الطائرة للشباب تحت 23 سنة رجال والمقرر لها عام 2017، وتنظم مصر سباق ماراثون مصر الدولي بمدينة الأقصر، وسباق رالي الفراعنة الذي يبدأ من الساحل الشمالي وحتى منطقة أهرام الجيزة، وبطولة الأهرام الدولية للإسكواش، كما نجحت في تنظيم بطولة العالم للإسكواش للمرة الأولى في ديسمبر 2015.
سياحة المؤتمرات
سياحة المؤتمرات والمعارض تمثل نمطًا سياحيًا هامًا في مصر؛ لما تتمتع به من موقع جغرافي متميز ومكانو سياسية جعلتها قادرة على استضافة عشرات المؤتمرات الدولية سنويًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والمهنية، ويتركز انعقاد المؤتمرات في القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ والغردقة والإسماعيلية؛ لأن يتوفر بتلك المدن مراكز دولية للمؤتمرات والتي تتمتع بإمكانيات فنية وتكنولوجية وتجهيزات حديثة، من أجهزة سمعية وترجمة فورية بلغات مختلفة جعلتها قبلة مرغوبة من قبل منظمي المؤتمرات الدولية، وتمثل الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات الجهة التي يتم بها أعمال تنظيم واستضافة المؤتمرات والمعارض داخل مصر، ونجحت مصر في تنظيم عدة مؤتمرات دولية ناجحة مثل مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، واستضافة العديد من المؤتمرات الدولية ومنها أول بورصة سياحية دولية باسم بورصة البحر المتوسط، المؤتمر الدولي الأول للبحر المتوسط لسيدات الأعمال، مؤتمر اتحاد شركات ومنظمات السياحة لدول أمريكا اللاتينية «كوتال»، مؤتمر الاتحاد العام لوكلاء السفر وشركات السياحة الإيطالية «فيافيت»، كما فازت منذ عامين بجائزة معرض إيماكس 2012 بألمانيا لسياحة «الحوافز والمؤتمرات».
السياحة الدينية
مصر تمتلئ بالعديد من الأماكن الدينية المقدسة بمختلف الديانات سواء يهودية، مسيحية، إسلامية، والتي يأتي إليها مئات الزائرين والذي يعرف بالسياحة الدينية، وتنتشر فيها آثار ومقدسات الديانات السماوية الثلاث، ومنها المعالم الإسلامية التاريخية مثل مسجد الحسين، ومسجد ابن طولون، والجامع الأزهر، والعديد من المباني والقلاع التي تسجل تاريخ مصر الإسلامي ومنها قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وقلعة قايتباي بالإسكندرية، وقلعة نخل بسيناء، وكذلك المواقع المسيحية القديمة التي تسجل مسار العائلة المقدسة مثل كنيسة القديس سيرجيوس التي لجأت إليها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر، والكنيسة المعلقة ودير سانت كاترين ودير الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة ودير الأنبا بولا في البحر الأحمر ودير درونكا بأسيوط والعديد من الأديرة والكنائس الأثرية الأخرى، كما يقع على أرضها عدة مواقع ذات دلالة دينية يهودية مثل جبل موسى بسيناء، وكنيس بن عزرا وكنيس شعاري شمايم بالقاهرة وكنيس إلياهو هانبي وكنيس إلياهو حزان بالإسكندرية.
- *أهمية السياحة لمصر*
نظرًا لتنوع السياحة في مصر فإن السياحة لها أهمية اجتماعية والثقافية، حيث تظهر للآثار المجتمعية للقطاع السياحي على أفراد المصريين من حيث الطابع العام وبعض العادات والتقاليد المصرية، خاصةً على الذين يعملون في مجال السياحة؛ وذلك بفضل إنشاء قطاع سياحي دائم في مصر، ومن فوائد السياحة الإيجابية على المستوى المجتعمي هي نشر التعاون وفهم المجتمعات بعضها لبعض؛ وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة انتشار السلام والوئام العالمي؛ وذلك من خلال معرفة السياح على الميراث الثقافي المصري عند زيارة الآثار التاريخية، والاطلاع على الفنون والمشاركة بالحتفالات المحلية معًا، وإضافة إلى ذلك توسيع مدارك أفراد الشعب المصري في مجاا الشئون العالمية المختلفة، ورفع مستوى المعيشة، وانتشار المعرفة والعلم من خلال اختلاط الشعوب ببعضها، وتعتبر السياحة نشاطًا صديقًا للبيئة، كما أن البيئة الصحية والنظيفة تشكل جزءًا أساسيًا من السياحة بشكل عام وخاصةً في مصر، وخاصةً أيضًا في مجال السياحة البيئية الطبيعية؛ التي تهدُف إلى المحافظة على التوازن البيئي، وحماية بيئات الكائنات الحية بأنواعها من التلوث بشكلٍ مستمر ووَقائِي، وذلك عن طريق ترشيد استهلاك الموارد، وترشيد استخراجها، تساهم السياحة البيئية في تشجيع التطوير الاقتصادي المتخصِّص في مجال حماية البيئة والمحافظة على التنوع الحيوي، ويجدر بالذكر أن كفاءة الإدارة البيئية للقطاع السياحي تلعب دورًا أساسيًا في جعل السياحة صديقةً للبيئة، وتقوم مصر بدورٍ فعالٍ في إنشاء الوسائل المناسبة لتطوير السياحة البيئية؛ فهي تُعدُّ جزءاً من النشاطات السياحية التي تقوم عليها الجهات الحكومية والأهلية والمجتمعات المحلية في محافظاتٍ مصريّةٍ عدة؛ كمحافظة البحر الأحمر، وجنوب سيناء، اللتان يتركّز فيهما أكثر من نصف التنمية السياحية المصرية، إضافةً إلى الساحل الشمالي والصحراء الغربية.
زينب محمود
تعليقات
إرسال تعليق